الاثنين، 8 نوفمبر 2010

الارشاد النفسي للمتفوقين

إن رعاية الموهوبين والمتفوقين لا تقتصر على مجرد إعداد البرامج التربوية أو التعليمية التي تعنى بتنمية استعداداتهم العقلية ومواهبهم الخاصة فحسب, وإنما يجب أن تكون هذه الرعاية رعاية شاملة من النواحي العقلية المعرفية, والجسمية, والمزاجية الانفعالية, والاجتماعية, وبما يحقق لشخصياتهم النمو المتكامل المتوازن.


إن رعاية الموهوبين والمتفوقين لا تقتصر على مجرد إعداد البرامج التربوية أو التعليمية التي تعنى بتنمية استعداداتهم العقلية ومواهبهم الخاصة فحسب, وإنما يجب أن تكون هذه الرعاية رعاية شاملة من النواحي العقلية المعرفية, والجسمية, والمزاجية الانفعالية, والاجتماعية, وبما يحقق لشخصياتهم النمو المتكامل المتوازن.


ويخطئ البعض عندما يعتقد أن الموهوبين والمتفوقين ليسوا في حاجة إلى خدمات توجيهية وإرشادية نظراً لكونهم أذكياء أو مبدعين, أو قادرين على التعلم والنجاح بمفردهم, وعلى حل ما يعترضهم من مشكلات بأنفسهم ودون مساعدة من أحد. فقد كشفت نتائج العديد من الدراسات أن نسبة غير ضئيلة منهم يعانون من مشكلات مختلفة, ويواجهون بعض المعوقات في بيئاتهم الأسرية والمدرسية والمجتمعية,وأن هذه المشكلات والمعوقات لا تعرّض استعداداتهم الفائقة للذبول والتدهور فقط, وإنما تهدد أمنهم النفسي أيضا, وتولّد داخلهم الصراع والتوتر, كما تفقدهم الحماس والشعور بالثقة, وقد تنحرف باستعداداتهم ومقدراتهم المتميزة عن الطريق المنشود لتأخذ مساراً عكسياً له مضاره عليهم وعلى مجتمعاتهم على حد سواء.


وعادة ما يشعر الموهوبون والمتفوقون بالملل والضجر والإحباط من المناهج الدراسية المصممة غالباً للطلاب المتوسطين, ومن ثم لا تستثير اهتماماتهم المتنوعة كموهوبين, ولا تشبع احتياجاتهم للمعرفة الواسعة والعميقة, كما ينفرون من المهام الروتينية التي لا تتحدى استعداداتهم العالية, مما قد يؤدي بهم إلى التراخي والتكاسل, وعدم التحمس للدراسة, وربما الاستغراق في أحلام اليقظة والأفكار الخيالية بدلا من تكريس طاقاتهم في أعمال حقيقية منتجة, وقد يهربون من المدرسة ويكونون عرضة لارتكاب أشكال السلوك الجانح والمضاد للمجتمع, وارتكاب أعمال خطرة غير مقبولة اجتماعيا يرون فيها تحقيقا لذواتهم.


ونظرا لأنهم متفردون, ومؤكدون لذواتهم, يبحثون عن الجديد باستمرار, ويطرحون أفكار واستجابات أصيلة, وحلولا غير مألوفة للمشكلات غالبا ما تبدو غريبة وغير منطقية, أو سخيفة أو مزعجة بالنسبة للآخرين المحيطين بهم, فإن ما يلاقونه بسبب ذلك من رفض اجتماعي بل وسخرية وتهكم أحيانا يعرضهم للمعاناة النفسية, ويؤدي إلى اضطراب مفهومهم عن ذواتهم, ويجعلهم نهبا لمشاعر الحيرة والتردد, والتوتر والقلق والإحباط, والتشكك في مقدراتهم والخوف من الفشل.


ونتيجة للاختلاف الملحوظ في أفكار الموهوبين والمتفوقين وقيمهم ومعاييرهم الخاصة, واهتماماتهم, عن أقرانهم العاديين والمحيطين بهم, وما يمارسه عليهم الآباء والمعلمين من ضغوط لفرض الطاعة والامتثال للضوابط والمعايير, فإنهم يواجهون صعوبات بالغة في توافقهم مع الآخرين؛ كالشعور بالعزلة والوحدة والانطواء, وفي تنمية مفهوم موجب عن ذواتهم. كما يكونون عرضة للصراع النفسي بين أن يعبروا عن أفكارهم الإبداعية الفريدة, ويمارسوا اهتماماتهم المتنوعة بحرية وانطلاق, أو يكبتوا هذه الأفكار ويضحون باستعداداتهم ومواهبهم من أجل مسايرة الآخرين والحصول على رضاهم, وهو ما يبدد طاقاتهم النفسية ويؤدي إلى الانسحاب والاغتراب, والاكتئاب والتفكير الانتحاري.


وقد تبين أن الموهوبين والمتفوقين قد يعانون من مشكلات مختلفة في البيئة الأسرية من بينها الأساليب الوالدية غير السوية في التنشئة؛ كالتسلط والتشدد والإهمال, ومن الاتجاهات الأسرية المتحيزة نحو بعض مظاهر الموهبة والتفوق دون غيرها, ومن ضغوط الأهل في اختيار مجال الدراسة والتخصص, علاوة على إغفال الأسرة للاحتياجات النفسية للطفل, وافتقار البيئة المنزلية للأدوات والمصادر والوسائل اللازمة لتنمية استعدادات الطفل ومواهبه.
أما في البيئة المدرسية فهم يعلنون من عدم ملاءمة المناهج المدرسية والأساليب التعليمية, ومن قصور فهم المعلمين لاحتياجاتهم, ومن استخدام منبئات وأحكام غير كافية للكشف عن موهبتهم وتفوقهم.


الاحتياجات الإرشادية للموهوبين والمتفوقين

أ) ـ الاحتياجات النفسية:
الحاجة إلى الاستبصار الذاتي باستعداداتهم والوعي بها وإدراكها.
الحاجة إلى الاعتراف بمواهبهم ومقدراتهم.
الحاجة إلى الاستقلالية والحرية في التعبير.
الحاجة إلى توكيد الذات.
الحاجة إلى الفهم المبني على التعاطف, والتقبل غير المشروط من الآخرين.
الحاجة إلى احترام أسئلتهم وأفكارهم.
الحاجة إلى الشعور بالأمن وعدم التهديد.
الحاجة إلى بلورة مفهوم موجب عن الذات.


ب) ـ الاحتياجات العقلية- المعرفية:

الحاجة إلى الاستطلاع والاكتشاف والتجريب.
الحاجة إلى مهارات التعلم الذاتي واستثمار مصادر التعلم والمعرفة.
الحاجة إلى المزيد من التعمق المعرفي في مجال الموهبة والتفوق.
الحاجة إلى مناهج تعليمية وأنشطة تربوية متحدية لاستعداداتهم, وأسلوبهم الخاص في التفكير والتعلم.
الحاجة إلى اكتساب مهارات التجريب والبحث العلمي, وفحص الأفكار, والبحث عن الحلول واقتراح الفروض واختبارها في عالم الواقع, ومناقشة النتائج.
ج) ـ الاحتياجات الاجتماعية:
الحاجة إلى تكوين علاقات اجتماعية مثمرة, وتواصل صحي مع الآخرين.
الحاجة إلى اكتساب المهارات التوافقية, وكيفية التعامل مع الضغوط.
الحاجة إلى موجهة المشكلات الدراسية, والصعوبات الانفعالية.


أهداف إرشاد الموهوبين والمتفوقين

إذا كانت الموهبة هي الاستعداد أو الطاقة الكامنة الواعدة, والتفوق هو الهدف الذي نسعى إلى بلوغه, فالإرشاد النفسي هو وسيلتنا إلى تحقيق هذه الغاية. ويمكن تصنيف أهداف إرشاد الموهوبين والمتفوقين وحصرها فيما يلي:


أولاً) ـ الأهداف الإرشادية العامة:
v الكشف عن استعدادات الطفل وتقويم خبراته واحتياجاته ومتطلبات نموه.
v تشخيص المشكلات التوافقية والاضطرابات الانفعالية التي قد يعانيها الطفل ومعرفة أسبابها والعمل على إزالتها.
v تأمين الصحة النفسية للطفل ومساعدته على التوافق الشخصي والمدرسي والاجتماعي.
v إتاحة الفرص المناسبة لتنمية استعدادات الطفل وفق المستوى الذي تؤهله إليه إمكانياته.
v إحداث التغيرات اللازمة في البيئة المدرسية والمنزلية لإشباع احتياجات الطفل ولتحقيق نموه المتكامل.
v تقديم الخدمات الوقائية للمحافظة على استعدادات الطفل..
ثانيا) ـ الأهداف الإرشادية في مجال البيئة الأسرية:
تبصير الأسرة باستعدادات الطفل وسماته ومشكلاته ومتطلبات نموه واحتياجاته.
تنمية إحساسات أفراد الأسرة بالآثار السلبية والإيجابية لسلوكهم وأساليب معاملتهم على شخصية الطفل, وتبصير الوالدين بأهمية أساليب المعاملة الوالدية السوية, كالدفء والحنان, والتفهم والتقبل والاهتمام, والتقدير والمساندة والتشجيع, في نمو شخصية الطفل الموهوب والمتفوق.
توعية الأسرة بضرورة تهيئة بيئة أسرية غنية بالمواد والمصادر والخبرات الثقافية والاجتماعية اللازمة لتمكين الطفل الموهوب والمتفوق من تنمية طاقاته واستثمار إمكاناته من خلال الإطلاع والتجريب والبحث وممارسة الهوايات والأنشطة التي يميل إليها داخل المنزل.
تعديل اتجاهات أفراد الأسرة نحو الطفل الموهوب والمتفوق بما يعزز شعوره بالكفاءة والثقة والأمن والطمأنينة.
العمل على توثيق اتصال الأسرة بالمدرسة, لمتابعة إنجازات الطفل وتقدمه داخل الصف الدراسي, وما قد يعترضه من مشكلات, والتعاون في حلها.


ثالثاً) ـ الأهداف الإرشادية في مجال البيئة المدرسية:


1) الكشف عن الموهوبين والمتفوقين من التلاميذ, ومعاونة المعلمين في تطوير الوسائل التي يعتمدون عليها في هذا الصدد في مجالات تخصصهم.
2) تخطيط البرامج والأنشطة المدرسية الفنية والرياضية والاجتماعية والثقافية والترويحية, بحيث تقابل الاستعدادات المتنوعة والميول المختلفة لدى التلاميذ, والمشاركة في تقويمها والعمل على زيادة فعاليتها لتحقيق أفضل عائد ممكن منها.
3) تقديم المشورة فيما يتعلق بتوزيع التلاميذ المتفوقين على فصول المدرسة.
4) تزويد المعلمين بالمعلومات اللازمة لتطوير مفاهيمهم عن الطفل الموهوب والمتفوق, وأساليب تعاملهم معه, وتدريسهم له.
5) تنظيم لقاءات إرشادية للمعلمين لتبادل الآراء, وبحث المشكلات الناجمة عن سوء تكيف التلاميذ عموما والمتفوقين خاصة مع الأوضاع المدرسية.
6) اقتراح ما يلزم لتحسين الجو المدرسي عموما والمنهج الدراسي خصوصاً بما يشبع الاحتياجات الخاصة للأطفال المتفوقين والموهوبين.
رابعاً) ـ الأهداف الإرشادية بالنسبة للطفل الموهوب والمتفوق ذاته:
1) الكشف عن استعدادات الطفل واهتماماته وميوله, وتقييم خبراته واحتياجاته ومتطلبات نموه, حتى يتسنى توجيهه, وتخطيط البرنامج التعليمي والأنشطة المناسبة لتنمية استعداداته واهتماماته, وإشباع احتياجاته ورغباته.
2) مساعدة الطفل على فهم حقيقة نفسه, والوعي بجوانب تفوقه وامتيازه, وإدراك أهميتها بالنسبة له وللمجتمع.
3) مساعدة الطفل على الوعي بمشاعره وتعزيز ثقته بنفسه, وتقبل ذاته كفرد مختلف عن الآخرين, والعمل على إكسابه المهارات اللازمة لتحقيق التوازن بين نزعته للمخاطرة والتفرد من ناحية, والتوافق الاجتماعي واحترام المعايير الاجتماعية من ناحية أخرى.
4) مساعدة الطفل على مواجهة مشكلاته المختلفة؛ كالوحدة والعزلة, والاغتراب, واضطراب مفهوم الذات, والخوف من الفشل, وعدم التوافق الدراسي والاجتماعي.
5) مساعدة الطفل على فهم احتياجاته النفسية والمعرفية والاجتماعية, وتوعيته بالسبل والمصادر المتاحة لإشباعها داخل المدرسة وخارجها.
6) تنمية مقدرات الطفل على توجيه الذات وتحقيقها.
7) توجيه الطفل إلى النشاطات التي توافق احتياجاته واستعداداته, ومساعدته على وضع أهداف خاصة يمكن تحقيقها.
8) تعزيز علاقات الطفل وتفاعلاته مع الآخرين.
9) مساعدة الطفل على تنظيم أوقات استذكاره وفراغه, وعلى حسن إدارة الوقت واستثماره بالكيفية التي تحقق نمو استعداداته.
10) تزويد الطفل بالمعلومات التي تمكنه من التعرف على المجالات الدراسية والمهنية المتاحة, وتوسيع مداركه عنها, ومساعدته على الاختيار الدراسي والمهني بما يضمن تنمية استعداداته ثم حسن استثماره في المجالات التربوية والمهنية المناسبة.
وهناك توصيات يجب الأخذ بها ربما تسهم في تدعيم الخدمات الإرشادية النفسية للموهوبين والمتفوقين:
o إنشاء مراكز للتوجيه والإرشاد النفسي على مستوى القطاعات أو الإدارات التعليمية تعنى بإعداد برامج الخدمات التوجيهية والإرشادية بالمراحل التعليمية المختلفة, وتنفيذها ومتابعتها, كما تعنى بصفة خاصة بالكشف المبكر عن الموهوبين والمتفوقين,ومساعدتهم على تنمية استعداداتهم ومقدراتهم, ومواجهة مشكلاتهم النفسية والدراسية, وبما يحقق توافقهم الشخصي والدراسي والاجتماعي.

o التوسع في تعيين أخصائيين نفسيين مدرسين بكافة المدارس وفي جميع المراحل الدراسية, لتقييم استعدادات التلاميذ واحتياجاتهم، ودراسة مشكلاتهم السلوكية والانفعالية والتربوية والاجتماعية عموما، والتلاميذ الموهوبين والمتفوقين خصوصاً، وتهيئة الخدمات الإرشادية النفسية المختلفة التي تساعد على جعل المناخ المدرسي أكثر ملاءمة وتعزيزا ودعما لنمو مظاهر الموهبة والتفوق من ناحية ، كما تساعد على استبصار الموهوبين والمتفوقين بجوانب امتيازهم، وعلى تكوين مفهوم واقعي عن ذواتهم، وعلى الشعور بالرضا والنجاح، واكتساب المهارات اللازمة للتواصل مع الآخرين والتوافق الاجتماعي من ناحية أخرى.

o تزويد كليات طلاب التربية ومعاهد إعداد المعلمين أثناء دراستهم على أساليب الكشف عن استعدادات المتفوقين عقليا، وطرائق تعليمهم وتوجيههم، واستحداث بعض المقررات الدراسية والتطبيقات العملية اللازمة لتحقيق هذه الأغراض.
o وضع خطة لإنشاء اختبارات لقياس الاستعدادات المتنوعة للموهبة والتفوق يتعاون في إنجازها أقسام الدراسات النفسية بالجامعات والجهات المعنية بالتربية والتعليم، وأهل الاختصاص في مجالات التفوق العقلي المختلفة.

o ضرورة اهتمام الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية بتخصيص الأبواب والبرامج التي من شأنها توعية الأسر بمؤشرات الكشف المبدئي المبكر عن الموهوبين والمتفوقين, وبخصائصهم ومشكلاتهم واحتياجاتهم وأساليب معاملتهم ورعايتهم، علاوة على توعية الرأي العام بأهمية الموهوبين والمتفوقين، وضرورة تهيئة الخدمات الشاملة الواجبة لهم، والاستثمار الأمثل لإمكاناتهم وطاقاتهم، حتى يتسنى لهم تحقيق النفع لأنفسهم، وتقديم إسهاماتهم الخلاقة لمجتمعهم.



أنواع الخدمات الإرشادية للموهوبين والمتفوقين


تتضمن الخدمات الإرشادية للموهوبين والمتفوقين ثلاث خدمات:
1) خدمات إرشادية وقائية
فهي تستهدف حمايتهم من الوقوع في المشكلات المختلفة الانفعالية والسلوكية، والدراسية والاجتماعية، وتهيئة الظروف المناسبة لتحقيق التوافق الشخصي والمدرسي والاجتماعي، ومظاهر الصحة النفسية السليمة.
2) خدمات إرشادية إنمائية:
تهدف إلى توفير البرامج والأنشطة المناسبة لتنمية استعداداتهم ومقدراتهم إلى أقصى ما يمكنها بلوغه.
3) خدمات إرشادية علاجية:
وتهدف إلى مساعدتهم على حل ما يواجههم من مشكلات، والتقليل ما أمكن من آثارها السلبية على شخصياتهم.
كما تنقسم هذه الخدمات إلى الخدمات النوعية التالية:
أ‌- خدمات التشخيص والتقييم (Assessment )
إن الكشف عن استعدادات الأطفال الموهوبين والمتفوقين العامة واللغوية والاجتماعية والإبداعية, والحركية والفنية وغيرها, وتحديد المدخلات السلوكية لهم باستخدام الأدوات العلمية المقننة كالمقاييس والاختبارات, يعد الأساس المبدئي لتحديد متطلباتهم التعليمية, ومن ثم وضع البرامج التربوية الملائمة لخصائصهم والمحققة لهذه المتطلبات.
كما أن له أهميته الفائقة في تصنيفهم سواء لأغراض الدراسة أو بحث مشكلاتهم ويستلزم إنجاز هذا النوع من الخدمات بالصورة المرجوة ضرورة توفير آلية متكاملة من الاختبارات والمقاييس اللازمة لتشخيص الموهبة والتفوق لدى الأطفال, بالإضافة إلى الاستمرار في تقويم ومتابعة استعداداتهم طوال مراحل دراستهم للوقوف بين وقت وآخر على مدى فعالية البرامج والخبرات التعليمية التي يتعرضون لها ومدى كفايتها بالنسبة لنموهم.


ب ـ خدمات المعلومات(Information ):
إن التخطيط للرعاية النفسية والدراسية والخدمات الأخرى بالنسبة للموهوبين والمتفوقين وتقويمها، يجب أن يبنى على أساس قاعدة من البيانات والمعلومات الوافية والدقيقة فيما يتعلق بالنواحي الشخصية والنفسية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية لهم، على أن يراعى تعدد مصادر الحصول على هذه المعلومات سواء من الطفل ذاته أو من والديه أو أقرانه أو معلميه، وباستخدام طرائق متعددة كالمقابلات الشخصية، ودراسة الحالة والاستبيانات وغيرها.
ج ـ الخدمات الإرشادية(Counseling ):

تنادي الاتجاهات الحديثة في البرامج التربوية والمناهج الدراسية عموما بضرورة تضمينها خططا وبرامج إرشادية لا تتجزأ عنها؛ لمساعدة التلاميذ على فهم أنفسهم والتغلب على مشكلاتهم الدراسية والانفعالية، واكتشاف إمكاناتهم واستثمارها، والوصول إلى تحقيق أهدافهم وتوافقهم النفسي عموما داخل المدرسة وخارجها.

وينبغي أن تبنى الإستراتيجية العامة للخدمات التوجيهية والإرشادية في مجال رعاية الموهوبين والمتفوقين خاصة, على أساس استقصاء الظروف والمتغيرات ذات الصلة بنموهم في بيئتهم الأسرية والمدرسية والمجتمع، بالإضافة إلى الحالة الراهنة للطفل ذاته، لتحديد احتياجات كل من الأسرة والمدرسة والطفل من برامج التوجيه والإرشاد.
ختاما أرجو أن تكون الفائدة في أعلى درجاتها لديكم من خلال سرد جزء من كتاب الموهبة والتفوق الذي كان أحد رسائل التحضير لدرجة الماجستير في التربية الخاصة


دور الارشاد النفسي فى الكشف عن حالات التأخر الدراسي

لكي نحدد أن الطالب متأخر دراسيا أم لا يجب على المرشد النفسي إجراء الاختبارات الآتية :-
اختبارات الذكاء – اختبارات القدرات – اختبارات التكيف الشخصي والاجتماعي
أولا : اختبارات الذكاء :- ويمكن الاستعانة بها لتحديد أسباب تأخر الطالب وتوجيهه الوجهة الصحيحة لنجاح العملية التعليمية والتربوية .
الذكاء هو القدرة على التعليم واكتساب الخبرات وكلما زاد الذكاء زادت القدرة على التعلم .
فماذا تكشف لنا اختبارات الذكاء ؟؟
1- تعرفنا الاختبارات إن كان تحصيل الطالب يتفق مع قدراته أم أقل .
2- تساعدنا على تقبل نواحي النقص والضعف لدى التلميذ فلا يضغط عليه ولا يحمله فوق طاقته فيهرب من المدرسة ويعرض مستقبله للضياع .
3- توضح لنا الفروق الفردية بين الطلاب التي يجب أن يراعيها المعلم الناجح .
ثانيا اختبارات القدرات :-
وهي تهدف إلى كشف المستوى الذي يمكن أن تبلغه قدرات الطالب في مجال ما وفق قدراته وميوله سواء كانت ميكانيكية – موسيقية – أدبية – علمية – حتى يتم توجيهه الوجهة الصحيحة للنجاح بتفوق .
ثالثا اختبارات التكيف الشخصي والاجتماعي :
هذا النوع من الاختبارات له أهمية بالغة بالنسبة لعملية التربية والتعليم وذلك لأن المعلم لا يستطيع أن يربي طلابه التربية الصحيحة ويعلمهم بسهولة ويسر إلا إذا فهم كل طالب فهما صحيحا من حيث قدراته وميوله والتعرف على كل المشاكل التي يتعرض الطالب لها في البيت والمدرسة ويعمل على حلها .



ثانيا : دور الارشاد النفسي فى علاج حالات التأخر الدراسي:
إن الكثير من حالات التأخر الدراسي يعود كما أسلفنا إلى أسباب متعددة ولتحسين مستوى تحصيل الطالب لابد من التشخيص الدقيق لنقاط الضعف لديه ولبحث عن الأسباب ومن ثم وضع العلاج المناسب .
وعادة يتم علاج التأخر الدراسي في إطارين:
أولهما : توجيه المعالجة إلى أسباب تخلف الطالب في دراسته سواء اجتماعية ، صحية اقتصادية .. الخ .
ثانيهما: توجيه المعالجة نحو التدريس أو إلى مناطق الضعف التي يتم تشخيصها في كل مادة من المواد الدراسية باستخدام طرق تدريس مناسبة يراعى فيها الفروق الفردية.وتكثيف الوسائل التعليمية و الاهتمام بالمهارات الأساسية لكل مادة والعلاقات المهنية الايجابية بين المدرس والطالب.
ويتم تحقيق تلك المعالجات من خلال تحديد الخدمات الإرشادية والعلاجية المناسبة لكل حالة ويمكن تقسيم هذه الخدمات إلى :
أولاً - الخدمات الوقائية :
وتهدف إلى الحد من العوامل المسئولة عن التأخر الدراسي وأهم هذه الخدمات :
1- التوجيه والإرشاد الأكاديمي والتعليمي
وتتمثل في تبصير الطلاب بالخصائص العقلية والنفسية . ومجالات التعليم العام والفني والمهني والجامعات والكليات ومساعدة الطلاب على اختيار التخصص أو نوع التعليم المناسب .
2- الخدمات التعليمية
وتتمثل في توجيه عناية المدرس إلى مراعاة الفروق الفردية أثناء التعليم أو التدريس وتنويع طريقه التدريس واستخدام الوسائل التعليمية ، وعدم إهمال المتأخرين دراسياً .
3- خدمات صحية
وتتمثل في متابعة أحوال الطلاب الصحية بشكل دوري ومنتظم وتزويد المحتاجين منهم بالوسائل التعويضية كالنظارات الطبية والسماعات لحالات ضعف البصر أو السمع، وإحالة الطلاب الذين يعانون من التهاب اللوزتين والعيوب في الغدد الصماء وسوء التغذية إلى المراكز الصحية أو الوحدات الصحية المدرسية لأخذ العلاج اللازم .

4- خدمات توجيهية
وتتمثل في تقديم النصح والمشورة للطلاب عن طرق الاستذكار السليمة و مساعدتهم على تنظيم أوقات الفراغ واستغلالها وتنمية الواعي الصحي والديني والاجتماعي لديهم وغرس القيم والعادات الإسلامية الحميد وقد يتم ذالك من خلال المحاضرات أو المناقشات الجماعية أو برامج الإذاعة المدرسية وخاصة في طابور الصباح أو من خلال النشرات والمطويات .
5- خدمات إرشادية نفسية
وتتمثل في مساعدة الطلاب على التكييف والتوافق مع البيئة المدرسية والأسرية وتنمية الدوافع الدراسية والاتجاهات الايجابية نحو التعليم والمدرسة ومقاومة الشعور بالعجز والفشل ويتم ذلك من خلال المرشد الطلابي لأسلوب الإرشاد الفردي أو أسلوب الإرشاد الجماعي حسب حالات التأخر ومن خلال دراسة الحالة .
6- خدمات التوجيه الأسرية
وتتمثل في توجيه الآباء بطرق معاملة الأطفال وتهيئة الأجواء المناسبة للمذاكرة ومتابعة الأبناء وتحقيق الاتصال المستمر بالمدرسة وذلك من خلال استغلال تواجد أولياء الأمور عند اصطحاب أبنائهم في الأيام الأولى من بدء العام الدراسي وأيضاً من خلال زيارة أولياء الأمور للمدرسة بين فترة وأخرى وكذلك عند إقامة مجالس الآباء والمعلمين...الخ.
ثانياً: الخدمات العلاجية:
وتهدف إلى إزالة العوامل المسئولة عن التأخر الدراسي من خلال :
1- العلاج الاجتماعي .
2- الإرشاد النفسي .
3- العلاج التعليمي .
1 - العلاج الاجتماعي :
ويستخدم هذا الأسلوب إذا كان التأخر الدراسي شاملاً ولكنه طارئ حيث يقوم المعالج (المرشد الطلابي ) بالتركيز على المؤثرات البيئية الاجتماعية التي أدت إلى التأخر الدراسي ويقترح تعديلها أو تغييرها بما يحقق العلاج المنشود.
2 - الإرشاد النفسي ( وهو المعنى في هذا البحث):
وفيه يقوم المعالج ( المرشد الطلابي ) بمساعدة الطالب المتأخر دراسياً في التعرف على نفسه وتحديد مشكلاته وكيفية استغلال قدراته واستعداداته والاستفادة من إمكانيات المدرسة والمجتمع بما يحقق له التوافق النفسي والأسري والاجتماعي .
ومن المقترحات العلاجية في هذا الجانب ما يلي :
1-عقد جلسات إرشادية مع الطالب المتأخر دراسياً بهدف إعادة توافق الطالب مع إعاقته الجسمية والتخلص من مشاعر الخجل والضجر ومحاولة الوصول به إلى درجة مناسبة من الثقة في النفس وتقبل الذات .
2-التعامل مع الطالب الذي لديه تأخر دراسي بسبب نقص جسمي أو إعاقة جسمية بشكل عادي دون السخرية منه أو التشديد عليه.
3-تغيير أو تعديل اتجاهات الطالب المتأخر دراسياً السلبية في شخصيته نحو التعليم والمدرسة والمجتمع وجعلها أكثر إجابة .
4-تغيير المفهوم السلبي عن الذات وتكوين مفهوم ايجابي عنه .
5-مساعدة الطالب المتأخر دراسياً على فهم ذاته ومشكلته وتبصيره بها وتعريفه بنواحي ضعفه والأفكار الخاطئة وما يعانيه من اضطرابات انفعالية .
6-تنمية الدافع ( وخاصة دافع التعلم ) وخلق الثقة في نفس الطالب التأخر دراسياً .
7-إيجاد العلاقة الإيجابية بين المعلم والطالب المتأخر دراسياً وتشجيع المعلم على فهم نفسية الطالب المتأخر دراسياً وتحليل دواخله.
8-التأكيد على المعلم بمراعاة التالي عند التعامل مع المتأخر دراسياً :
*عدم إجهاد الطالب بالأعمال المدرسية.
*عدم إثارة المنافسة والمقارنة بينه وبين زملائه.
*عدم توجيه اللوم بشكل مستمر عندما يفشل الطالب المتأخر دراسياً في تحقيق
أمر ما . وعدم المقارنة الساخطة بينه وبين زملاء له أفلحوا فيما فشل هو فيه.
و هناك ايضا بعض الخدمات الارشادية العلاجية الهامة التى ذكرها الاستاذ الدكتور عبد الباسط خضر فى البحث الذى اجراه تحت عنوان " دور الارشاد النفسي فى علاج التأخر الدراسي " , نذكر منها :
1- تنمية مفهوم الوعى الذاتى لدى الطالب .
2- تنمية مهارات الاستذكار .
3- تحقيق الصحة النفسية

4- تنمية العلاقات البينشخصية مع الاباء و المدرسين
5- استخدام جميع انواع الارشاد النفسي السابقة و اللاحقة فى تحسين العملية التعليمية